تعد مدينة جبة أحد أهم المواقع التاريخية و الآثارية و الوجهات السياحية الصحراوية في السعودية ،حيث تضم بقايا أقدم المواقع الإنسانية التي تعود للعصور الحجرية ،كذلك تضم أشهر الرسوم و النقوش الصخرية التي يستطيع السائح مشاهدتها و التعرف على واقع حياة البشرية في العصور القديمة ،ويستمتع السائح بمشاهدة قدر هائل و كثيف من الرسوم و النقوش التي رسمها الإنسان في عصور مختلفة على واجهات الصخور و الجبال و الوقوف على تقنيات الأدوات الحجرية التي استخدمها الإنسان القديم في حفر رسومه و نقوشه .
و أهم الرسوم و النقوش الصخرية التي يمكن للسائح مشاهدتها في جبة تلك الموجودة في جبل “أم سنمان” التي تمثل النمط المبكر للرسم و النقش ويعود تاريخها الى الألف الثامن قبل الميلاد .
كما تتميز هذه الرسوم و النقوش بمشاهد غنية للحياة اليومية للإنسان و الحيوانات التي استوطنت المنطقة و يمكن تقسيم و جودها الى فترتين :الأولى تعود الى الألف الثامن قبل الميلاد و بها تظهر الأشكال الآدمية المكتملة مع الأذرع الرفيعة و بروز الجسد وظهور الأشكال الحيوانية ظهور الغير مستأنسة مثل البقر ذات القرون الطويلة و أنواع الغزلان و بعض الحيوانات المفترسة ، وتعود الفتلرة الثانية الى الالفية الأولى قبل الميلاد و تسمى الفترة “الثمودية” و ابرز نقوشها نصوص الأدعية و الحب و الملكية ،أما رسومها فهي تتمثل بإستنأناس الجمال و مشاهد المحاربين و الصيادين ،و تظهر الوعول و الأسود و النمور و النعام إضافة الى أشكال رمزية للنخيل ، و تعد جبة محطة رئيسية وقبلة للمستشرقين الغربيين الذين زاروا الجزيرة العربية نظراً لموقعها الجغرافي .